درجال… من الدعم المطلق إلى الفشل الكامل

phplove llمنذ ساعتينآخر تحديث :
درجال… من الدعم المطلق إلى الفشل الكامل

درجال… من الدعم المطلق إلى الفشل الكامل

لم يحظَ اتحاد كرة القدم في تاريخه بما حظي به عدنان درجال من دعمٍ سياسي ومالي غير مسبوق.

فقد فُتحت له ميزانية الدولة بلا سقف، ومنحته الحكومة حصانة غير معلنة جعلته خارج الرقابة والمساءلة. فلا هيئة نزاهة تراجع العقود، ولا جهة مالية تتابع الإنفاق، وكأن الاتحاد دولة مستقلة داخل الدولة

.

سياسة النفوذ بدل المؤسسة

استغل درجال الخلاف بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الشباب أحمد المبرقع ليحوّل التواصل الحكومي المباشر مع الاتحاد إلى أداة نفوذ شخصية.

وسحب بإسنادٍ حكومي الملاعب من سلطة الوزارة وسلّمها للأندية، فانهارت البنى التحتية وتراجعت الرياضة.

لقد تحولت مؤسسات الدولة إلى أدوات لتصفية الحسابات، بدل أن تكون منصات لبناء مستقبل رياضي حقيقي.

حلم انتخابي انهار

كان السوداني يعقد آمالًا على تأهل المنتخب العراقي إلى كأس العالم، ليحوّله إلى ورقة انتخابية عبر إدخال درجال في قائمته المقبلة.

لكنّ درجال تراجع في اللحظات الأخيرة بعدما شعر بانخفاض شعبيته، فاستبدله السوداني بمستشاره الرياضي إياد بنيان، ليسقط المشروع السياسي مع سقوط الحلم الكروي

.

أموال بلا حساب وملفات بلا عقاب

فتح السوداني خزائن الدولة أمام درجال دون رقابة، وأُنفقت المليارات على بطولات ومناسبات، أبرزها خليجي البصرة، الذي أُغلقت ملفاته بأكثر من عشرين قضية فساد تحت شعار “عفا الله عمّا سلف”.

كل هذا الدعم لم يكن لاعتبارات رياضية، بل سياسية بحتة، تهدف إلى تعزيز الولاءات لا بناء المنظومة الرياضية.

لقد تحوّل المال العام إلى وسيلة لشراء النفوذ، لا لتطوير كرة القدم.

 

درجال… بين الهوية والمصلحة

قدّم درجال نفسه كرمز وطني جامع، لكنه تصرّف كسياسي انتهازي يتقن تغيير المواقف بحسب المصلحة.

فبينما فتحت له الحكومة الحالية كل الأبواب والدعم، سعى في الوقت نفسه للتقرب من القوى المعارضة طمعًا في موقع أعلى.

تلك الازدواجية أفقدته الثقة، وجعلت صورته تتآكل في الشارع الرياضي الذي أدرك أنه أمام رجل سياسة لا رجل رياضة.

تبرير الفشل… كذريعة للهروب

يحاول درجال اليوم تبرير إخفاقه بالحديث عن “البيئة غير المناسبة للعمل”، متناسيًا أنه حصل على ما لم يحصل عليه أي اتحاد سابق:

تمويل تجاوز 130 مليار دينار، وطائرة خاصة، ودعم إعلامي وجماهيري وسياسي واسع.

ومع ذلك، كانت النتيجة فشلًا ذريعًا في كل المستويات، وكأن المشكلة ليست في البيئة بل في من لا يحسن الإدارة.

تفرد في القرار واستعراض دائم

أعاد درجال ثقافة التفرد في القرار والعقلية المتسلطة التي عرفها العراقيون في عصورٍ سابقة.

انشغل الاتحاد بالمظاهر الإعلامية وصور الرئيس بدل التخطيط الفني والبناء الحقيقي.

ضاع حلم أربعين مليون عراقي كان قابلاً للتحقيق، لأن القيادة كانت تبحث عن الأضواء لا الإنجاز.

المسؤولية والرحيل

إن ما جرى في اتحاد كرة القدم هو فشل شامل سياسيًا وإداريًا وأخلاقيًا.

يتحمل رئيس الوزراء المسؤولية لأنه سلّم المال العام بلا محاسبة، ويتحمل درجال المسؤولية لأنه خذل جماهيره وأضاع فرص البلاد.

ما نحتاجه اليوم ليس بيانات تبرير، بل تحقيقًا شفافًا من الجهات الرقابية والقضائية في كل ملفات الاتحاد.

 

لقد آن الأوان لدرجال ومن معه أن يواجهوا الحقيقة بشجاعة، وأن يغادروا المشهد قبل أن يُطويهم التاريخ في صفحاته السوداء.

اذهب إلى مزبلة التاريخ أنت ومن معك… فالعراق أكبر منكم جميعًا.

الخبير الرياضي والمحلل

رمضان الزبيدي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة