موسى كريدى – – نظرة عن قرب / ( عبد الهادى الزعر )

هيئة التحرير16 أغسطس 2025آخر تحديث :
موسى كريدى – – نظرة عن قرب / ( عبد الهادى الزعر )

لما مر موسى كريدى بخاطرى اتذكر عفته واباءه وعزة نفسه ، فهو ضرب نادر من الادباء الشامخين ، لايقبل المهادنة والمساومة والمراوغة على مبادئه التى اّمن بها ؛ فقد كانت صفاته تتسم بالشرف العربى  لكونه نجفي اصيل –

قبل ان يشتهر أديباً كان مدرساً

تسنم بعبقريته وتفرده السردى رئاسة تحرير  الموسوعة الصغيره حتى وفاته

( فى وقتٍ كثر فيه المتزلفين وقناصى الفرص )  وما أكثرهم فى كل زمان  –

كل ما اقرأ سردياته بتأنى اكتشف شيئاً

قصة ( الارنب ) التى كتبها وهو فى اوج سطوعه الفنى تمثله خير تمثيل ، بحيث كانت ناضجة فنياً ودلالياً   بالشكل والرمز –

ربما فاقت بنجاحها مجموعته الثالثة ( غرف نصف مضاءة ) الصادرة فى بغداد عام 1986 والتى كانت ضمنها كما له ( اوراق ضالة لرحلة قصيرة ) وقصة ( الكلب ) التى كرس فيها معظم المؤثرات الفكرية المبثوثة فى الساحة  المقروئة  ( حينذاك )-

كريدى لم يكن بعيدا عما يحدث حوله ، فبطله عزيز علوان يبحث عن ظله فى شوارع بغداد وازقتها ومقاهيها ، يتفرس وجوه المارة ويقرأ دواخلهم –

ثم انه يلاحق صديقه الدكتور جلال صابر طبيب الجملة العصبية الذى ضرب معه موعدا فى مقهى السعاده ( يفتقده كلما يلتقيه ) وهى اشارة لموجة العبث واللامعقول التى بدأها صومايل بيكت – فى انتظار كودو  – كما هى اشارة للافكار الوجودية ( روكنتان بطل سارتر فى الغثيان ) التى شغلت مثقفى العراق فى عقدى الستينات والسبعينات –

ولا نستبعد اّثار كافكا وبطله كريكورى سامسا – المسخ – وكأن التداعى الحر والمقيد بما فيها  شطحات فرجينا وولف كانت جميعها فى سلم تفكيره –

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة