فلسفةٌ خارجةٌ عن الطَّوعِ / عزيز جبر الساعدي/ تركيا

phplove ll22 أغسطس 2025آخر تحديث :
فلسفةٌ خارجةٌ عن الطَّوعِ / عزيز جبر الساعدي/ تركيا

قصيدة وتحليل بقلم د.عزيز جبر الساعدي الأديبة والشاعرة سامية خليفة تتسائل….فلسفةٌ خارجةٌ عن الطَّوعِما هو الممكنُإن كانَ المستحيلُأحدَ تلكَ الممكناتِ؟ما هو الصَّحُّإذا كانَ في طيِّ السُّؤالِسلسلةٌ من الأخطاء فكيفَ ستكونُ حينها الإجابة؟ما هو الصِّدقُإن تربَّعَ الطَّمعُعلى عرشِ الأمانيفجرَّدَك من الذّاتِهل حينها يتسيَّدُ الصِّدقُليخترعَ اسماً وهميًّا؟ليكون لكَ وطنًاكيانًا يقلقُ مضجعَكَ وأنت تعلمُ في صميمِكَأنَّ الصِّدقَ أصفى منَ الشَّهدِما هو الشَّرُّ ما هو الخيرُوالشرُّ هل نحن من صنعناه؟ربما نحن نسبناهُ إلى إبليسَلعلَّ غصَّةَ التُّفّاحةِبريئةٌ منهكم نتذاكىونحنُنختلِقُ الحججَكي يبقى ماء الوجهنقيًّاهذه القصيدة العميقة للشاعرة ((سامية خليفة)) تمثل تجليًا واضحًا للفلسفة الوجودية والقلق المعرفي، وتطرح أسئلة جوهرية عن الصدق، والخير، والشر، والوطن، والهوية، بأسلوب تأملي يحرّك العقل والوجدان معًا.تحليل النص:1. لغة الأسئلة والشك الفلسفي: تبدأ الشاعرة بمنطق السؤال المزدوج، فتضع الممكن والمستحيل في موضع التداخل، لتزعزع يقيننا بالمفاهيم المطلقة. هذه التقنية تشبه تساؤلات الفلاسفة الوجوديين أمثال سارتر وكيركغارد، حيث لا توجد إجابات قاطعة، بل إشارات لمزيد من البحث الداخلي.2. الصدق والتجرد الذاتي: حين تطرح: “ما هو الصِّدقُ إن تربَّعَ الطَّمعُ على عرشِ الأماني” فهي لا تسائل الصدق كمفهوم مجرد، بل تقارنه بالواقع النفسي والاجتماعي، حيث تطغى الأنانية والطمع حتى على القيم النبيلة. وهنا، تشير إلى اغتراب الإنسان عن ذاته.3. مفهوم الشرّ وتحميله لإبليس: تقول “والشرُّ هل نحن من صنعناه؟ ربما نحن نسبناهُ إلى إبليس”, وهو نقدٌ فلسفي أخلاقي لفكرة الإسقاط، أي أننا نحمّل “الشر” لعنصر خارجي حتى نبرّئ أنفسنا من المساءلة.4. الوطن والهوية: في المقطع: “ليكون لكَ وطنًا كيانًا يقلقُ مضجعَكَ”, توحي بأن الوطن ليس مجرد جغرافيا، بل شعور قلِق، يحاول أن يصوغ معنى الانتماء وسط التناقضات النفسية والسياسية.5. الختام والتعري الذاتي: تنهي القصيدة بنبرة اعتراف: “كم نتذاكى ونحنُ نختلِقُ الحججَ كي يبقى ماء الوجه نقيًّا”, وهنا تتعرى النفس أمام قارئها، وتعترف أن الإنسان كثيرًا ما يخدع ذاته حفاظًا على صورة زائفة من “الكرامة”.خلاصة:القصيدة تحمل طابعًا تأمليًا عميقًا، تتداخل فيه الفلسفة بالشعر، والوجدان بالفكر، بأسلوب مجازي ذكي، بعيد عن الخطابة أو المباشرة. إنها قصيدة تنتمي لنصوص ما بعد الحداثة التي لا تسعى لإجابات، بل لإثارة الأسئلة الكبرى من جديد.قصيدة تستحق أن تُدرّس كنموذج في الشعر الفلسفي المعاصر.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة