مع عودة الطلاب إلى الفصول الدراسية هذا العام الأكاديمي، تم تطبيق قوانين أكثر صرامة بشأن الزي المدرسي والمظهر الشخصي، بما في ذلك حظر المكياج وطلاء الأظافر.
قدمت وزارة التربية والتعليم لوائح جديدة بشأن الزي المدرسي والمكياج، حيث يميل العديد من الطلاب إلى وضع المكياج في الصباح، سواء كان خفيفاً أو ثقيلاً، وغالباً ما يتجاوز مجرد مرطب الشفاه أو لمسة من أحمر الخدود.
يؤكد أطباء الجلد وخبراء الصحة العقلية أن هذا القرار يلامس قضايا أعمق بكثير، تتراوح من صحة البشرة وحب الشباب إلى الثقة بالنفس، وضغط الأقران، وصورة الجسد لدى المراهقين.
البشرة في مرحلة النمو
أوضحت الدكتورة شهرزاد مجتبوي نائيني، طبيبة الأمراض الجلدية في المستشفى الدولي الحديث بدبي، لصحيفة “الخليج تايمز” أن سنوات المراهقة هي فترة حساسة بشكل خاص للبشرة.
وقالت: “من منظور طبي، يُفضل تأخير استخدام المكياج اليومي حتى سن 15-16 عاماً. في هذه المرحلة، تكون البشرة أقوى وأقل تفاعلاً.”
وأضافت: “الاستخدام العرضي للمناسبات مقبول في سن أصغر، لكن الاستخدام المنتظم في سن مبكرة جداً قد يسبب تهيجاً للبشرة الحساسة.”
وأوضحت أن المنتجات الخفيفة، مثل مرطبات الشفاه الملونة أو الكحل، نادراً ما تضر بالبشرة. في المقابل، المنتجات الثقيلة مثل كريم الأساس، وخافي العيوب (الكونسيلر)، وكريمات الكونتور، تميل إلى سد المسام، وزيادة الزيوت، وتفاقم حب الشباب.
التغيرات الهرمونية والمسام المسدودة
قالت الدكتورة أسماء الخطيب، طبيبة الأمراض الجلدية في مستشفى القطان التخصصي، لصحيفة “الخليج تايمز” إن بشرة المراهقين تكون أرق وأكثر حساسية ونشاطاً في إنتاج الزيوت، مما يجعلها عرضة بشكل كبير لانسداد المسام.
وأوضحت: “التغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ تزيد من إنتاج الزهم، لذا فإن أي انسداد للمسام بسبب مستحضرات التجميل غالباً ما يؤدي إلى ظهور حب الشباب بشكل أسرع.”
وأضافت أن المكياج الثقيل يمكن أن يسبب ظهور حب الشباب، أو تهيج البشرة، أو حتى الشيخوخة المبكرة إذا لم يتم إزالته بشكل صحيح.
وقالت: “بشكل عام، يوصي أطباء الجلد بالانتظار حتى أواخر سنوات المراهقة لاستخدام المكياج بانتظام. والاستخدام الخفيف في المناسبات الخاصة يكون آمناً إذا كانت المنتجات لطيفة وتتم إزالتها بشكل صحيح.”
الضغوط العاطفية والاجتماعية
المكياج في المدارس ليس مجرد قلق جلدي؛ بل هو مرتبط أيضاً بعوامل اجتماعية ونفسية عميقة.
حظر المكياج في المدارس هو أكثر من مجرد قاعدة للزي الرسمي؛ إنه بمثابة تذكير بأن سنوات المراهقة هي وقت للاهتمام بالبشرة الصحية وصورة الذات الإيجابية.
قالت الدكتورة سودهانتثيرا ديفي رامدوس، طبيبة نفسية في مستشفى أستر بالقصيص، لصحيفة “الخليج تايمز” إن العديد من الفتيات الصغيرات يلجأن إلى المكياج لتعزيز مظهرهن، أو زيادة ثقتهن بأنفسهن، أو تغطية العيوب.
وأضافت: “بعضهن يرى في المكياج وسيلة للشعور بالأنوثة أو الجاذبية، بينما تستخدمه أخريات للتعبير عن إبداعهن وهويتهن.”
وحذرت من أن “الاستخدام المبكر للمكياج يمكن أن يشير أحياناً إلى ضغوط عاطفية أو اجتماعية كامنة.” “قد يدفع تدني تقدير الذات أو الضغط لتلبية معايير الجمال المجتمعية الفتيات إلى الاعتماد بشكل مفرط على مستحضرات التجميل في سن مبكرة.”
توجيه متوازن
في حين قد تبدو القواعد المدرسية مقيدة للبعض، إلا أنها تساعد على حماية صحة البشرة. وفي المنزل، يمكن للوالدين السماح بمنتجات خفيفة ومناسبة للعمر في المناسبات الخاصة، مما يمنح المراهقين مساحة للاستكشاف دون تعرض مفرط.
يقر الخبراء بأن الوالدين يلعبون دوراً حاسماً في توجيه بناتهم خلال هذه المرحلة، وأوصوا الوالدين بما يلي:
- ابحثوا عن المنتجات الموصوفة بأنها “لا تسبب انسداد المسام”، وخالية من العطور، ومضادة للحساسية.
- تجنبوا العلامات التجارية الرخيصة وغير المنظمة وعلموا أطفالكم أهمية إزالة المكياج كل ليلة باستخدام منظف لطيف.
- ابحثوا عن بدائل أخف — مثل المرطبات الملونة مع عامل حماية من الشمس (SPF)، أو البودرة المعدنية، أو مرطبات الشفاه التي اختبرها أطباء الجلد — فهي خيارات أكثر أماناً.
- علموا أطفالكم أن المكياج هو مجرد أداة للتعبير عن الذات، وليس مقياساً للجمال أو تقدير الذات.
- شجعوهم على تقدير مظهرهم الطبيعي واعتبار المكياج خياراً وليس ضرورياً.
إرشادات الزي المدرسي
وضعت وزارة التربية والتعليم إرشادات للزي المدرسي ومظهر الطلاب، مؤكدةً على دورها في تعزيز القيم الوطنية والتعليمية. وسيضمن الرصد المستمر الالتزام بهذه الإرشادات.
- يجب على الطلاب ارتداء الزي المدرسي المعتمد، والحفاظ عليه أنيقاً ونظيفاً.
- يُطلب ارتداء أحذية سوداء مسطحة أو أحذية رياضية سوداء مع جوارب بيضاء. وتُسمح الأحذية الرياضية فقط في أيام حصص التربية الرياضية أو للأنشطة اللاصفية.
- يجب أن تكون قصات الشعر متوافقة مع المعايير المحلية وبلون طبيعي.
- يجب على الطالبات في المرحلة الثالثة ارتداء شيلة سوداء مع زيهن الرسمي.
- يُطلب ارتداء ملابس بيضاء تحت الكندورة الإماراتية، إلى جانب أحذية رسمية أو رياضية؛ ويمكن أيضاً ارتداء غطاء للرأس اختياري.
- يجب على الطلاب ارتداء الزي الرياضي خلال حصص التربية الرياضية المخصصة. لا يُسمح بطلاء الأظافر والمكياج.